Friday, January 25, 2008

متعب يتمنى التألق وسونغ متفائل




يتمنى المهاجم المصري عماد متعب إحراز الأهداف لمنتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين لكرة القدم، التي تستضيفها غانا حالياً، فيما أبدى ريغوبير سونغ قائد الكاميرون تفاؤله، رغم هزيمة منتخب الأسود أمام نظيره المصري في المباراة الأولى لهما.
متعب الورقة الرابحة في هجوم الفراعنة
يعتبر مهاجم الأهلي عماد متعب ورقة رابحة في تشكيلة المنتخب المصري، حيث يملك مؤهلات فنية عالية وسرعة خارقة، تساعده كثيراً في زعزعة أقوى خطوط الدفاع، وهز الشباك من مختلف الزوايا وفي أي لحظة، كما أنه يتميز بتمريراته الحاسمة، والتي كانت إحداها وراء الهدف الثاني الذي سجله زميله مهاجم هامبورغ الألماني محمد زيدان في مرمى الكاميرون (4-2) في الجولة الأولى.
وكان متعب ساهم بشكل كبير في إحراز منتخب بلاده اللقب قبل عامين، خصوصاً بثنائيته في مرمى كوت ديفوار في المباراة التي انتهت بفوز مصر (3-1) والتي كانت جواز السفر إلى الدور ربع النهائي.
وبزغ نجم متعب (22 عاماً) في العام 2001، عندما ضمه مدربه الحالي حسن شحاتة إلى صفوف منتخب الشباب، الذي كان يستعد لخوض تصفيات كأس العالم للشباب، التي أقيمت نهائياتها في الإمارات عام 2003، إذ لفت متعب الأنظار بموهبته وإمكاناته الفنية الرفيعة، خصوصاً في إنهاء الهجمات، حتى بات هداف الفريق الأول، وقاده إلى الفوز ببطولة أفريقيا للشباب التي أقيمت في بوركينا فاسو، وتوج هدافاً للبطولة.
وجاءت نهائيات كأس العالم للشباب لتمنحه بريقاً لفت الأنظار إليه بقوة، عندما سجل هدفاً في مرمى إنكلترا اعتبر الأروع في البطولة، وانهالت عليه عروض الاحتراف، لكن ناديه الأهلي تمسك به ومنحه البرتغالي مانويل جوزيه فرصة اللعب في الفريق الأول، لينطلق في فضاء النجومية، واعتبرته الجماهير امتداداً للهدافين الكبار الذين عرفهم الأهلي، أبرزهم محمود الخطيب وطاهر أبو زيد وحسام حسن.
وتمسك متعب بالفرصة وانطلق يحرز الأهداف، حيث لم تخل مباراة دون أن يترك فيها بصمته أو فريقاً دون أن تعانق شباكه أهداف متعب، حتى أُطلق عليه لقب "متعب المدافعين ومزعج حراس المرمى".
وتوج متعب هدافاً للدوري المصري موسم 2004-2005 برصيد 15 هدفاً، وساهم في إحراز فريقه لقب بطل الدوري، بالإضافة إلى لقب بطل مسابقة دوري أبطال أفريقيا بتسجيله سبعة أهداف، فتحت طريقه إلى المنتخب الوطني، خصوصاً بعد تولي مدربه السابق حسن شحاتة مسؤولية الفريق الأول، فمنحه الفرصة ليكون المهاجم الأول في تشكيلته، ولعبت العلاقة الحميمة التي تربطهما دوراً كبيراً في زيادة بريقه وتألقه، وقاد المنتخب إلى الفوز في عدد من المباريات، وسجل أهدافاً منحته المركز الثالث في ترتيب الهدافين في العالم عام 2005.
وكان تألق متعب سبباً في تلقيه العديد من العروض للاحتراف خارجياً، لكن إدارة الأهلي ترفض التفريط فيه باعتباره المهاجم الأول في النادي، لكن مستوى متعب تراجع أواخر العام الماضي بسبب خلاف نشب بينه وبين ضابط شرطة، انتقل إلى المحكمة التي ما تزال تنظر القضية، ما انعكس سلباً على نفسيته، وتطلب الأمر قيام الأهلي وجهاز المنتخب بعقد جلسات خاصة معه ليتخطى أزمته ويعود إلى مستواه.
وعانى متعب الأمرين في الآونة الأخيرة بسبب صيامه عن التهديف، سواء مع فريقه الأهلي أو المنتخب المصري، وهو يدرك جيداً مدى أهمية الأهداف بالنسبة إلى أي مهاجم، حيث قال في هذا الصدد: "المهاجم لا يتجاوز أزمته إلا بإحراز الأهداف"، مشيراً إلى أن: "دور المهاجم لا يتوقف على هز الشباك فقط، بل تمرير الكرات الحاسمة وهو ما فعلته أمام الكاميرون"، وأضاف: "أتمنى أن أجد طريقي إلى الشباك أمام السودان، لقيادة المنتخب إلى الفوز والتأهل إلى الدور ربع النهائي".
سونغ يتوقع صحوة للأسود
على جانب آخر، أبدى قائد منتخب الكاميرون لكرة القدم مدافع فناربخشة التركي ريغوبير سونغ تفاؤله، بخصوص صحوة الأسود غير المروضة بعد الخسارة المدوية أمام مصر حاملة اللقب (2-4) في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة.
وقال سونغ: "لا يجب أن تأخذ الخسارة أمام مصر المنحى السلبي"، مضيفاً: "إن المنتخب الكاميروني لا يتصرف جيداً إلا عندما يكون تحت الضغط"، وتابع: "أكيد أننا لا نريد أن نعود إلى بلادنا خاليي الوفاض، وابتداء من السبت الرسالة وصلت، وهي أن الأسود غير المروضة تطمع في التأهل إلى الدور ربع النهائي، الكاميرون لم تنته بعد، فستستعيد توازنها أمام زامبيا، بل ستدخل تحدياً جديداً وهو إحراز اللقب".
ويعتبر سونغ ركيزة أساسية وصمام أمان لدفاع الكاميرون، على الرغم من تقدمه في السن حيث يبلغ 31 عاماً، ويتميز سونغ بأسلوب دفاعي خاص بعيد كل البعد عن الأسلوب الكلاسيكي للمدافعين الذين همهم الوحيد هو تشتيت الكرة، بل يلعب بأناقة كبيرة، ويتمتع بقراءة جيدة لخطط ونوايا المهاجمين.
سجل حافل بالعديد من الأرقام القياسية
ويملك سونغ الرقم القياسي في عدد المباريات في النهائيات القارية، حيث ستكون مباراته السبت أمام زامبيا رقم 29، كما أنه يتقاسم الرقم القياسي في عدد المشاركات في النهائيات مع حارس مرمى كوت ديفوار آلان غوامينيه والمصري حسام حسن (7 مرات).
ومنذ أن شارك سونغ في نهائيات البطولة القارية في جنوب أفريقيا عام 1996 لم يغب عن أي مباراة، وقاد بلاده إلى اللقب مرتين عامي 2000 و2002.
وكان سونغ بات سابع لاعب أفريقي فقط يدخل نادي المئة مباراة دولية، عندما خاض أول مباراة لفريقه في النسخة الخامسة والعشرين في مصر ضد أنغولا، والتي انتهت بفوز الكاميرون (3-1)، والأول من خارج شمال أفريقيا، لأن الستة الآخرين جميعهم من هذه المنطقة، وأبرزهم المغربي نور الدين النيبت والشقيقان التوأم المصريان حسام وإبراهيم حسن.
ويملك سونغ أيضاً رقماً قياسياً آخر، يتمثل بكونه كان أصغر قائد لمنتخب في نهائيات كؤوس العالم، عندما حمل الشارة في مونديال 1998 في فرنسا وكان في الحادية والعشرين فقط.
لكن سجل سونغ لا يقتصر على الأرقام القياسية الايجابية، لأنه يتضمن بعض النواحي السلبية، وأبرزها كونه أصغر لاعب يطرد في كأس العالم، وكان ذلك في مونديال 1994 في الولايات المتحدة، عندما رفع له الحكم البطاقة الحمراء في الدقيقة 63 من مباراة منتخب بلاده ضد البرازيل، وكان في السابعة عشرة و11 شهراً، ثم بات أول لاعب في تاريخ نهائيات كأس العالم يطرد مرتين، عندما لقي المصير ذاته في مونديال 1998 في فرنسا في المباراة ضد تشيلي.
وبدأ سونغ مسيرته الدولية في 22 أيلول/سبتمبر عام 1993 ضد المكسيك عندما كان في السابعة عشرة وشهرين، ثم شارك في أول بطولة كبرى له في نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994، حيث خرج منتخب بلاده من الدور الأول، في مجموعة ضمت البرازيل والسويد وروسيا، ثم قاد منتخب "الأسود غير المروضة" إلى نهائيات 1998، ولقي المصير ذاته في مجموعة ضمت إيطاليا وتشيلي والنمسا، وتكرر السيناريو في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، في مجموعة ضمت ألمانيا وجمهورية أيرلندا والسعودية.
ويعتبر سونغ مدافعاً جريئاً، ويقول عنه مدربه السابق في المنتخب ونادي كولن الألماني وينفريد شايفر، بأنه قائد بكل ما للكلمة من معنى وبأنه يفرض احترامه على جميع زملائه، وقال في هذا الصدد: "عندما يتكلم سونغ في غرفة الملابس فالجميع ينصت إليه باحترام وينفذ تعليماته".
ويمتاز سونغ بتدخلاته القوية وإجادته مراقبة أخطر مهاجمي المنتخب المنافس، وهو يملك خبرة كبيرة جناها في الملاعب الأوروبية، حيث لعب في صفوف لنس الفرنسي وليفربول ووست هام الإنكليزيين وساليرنيتانا الإيطالي وغلطة سراي التركي ناديه الحالي.

No comments: