Wednesday, January 30, 2008

أمم افريقيا: قمة ساخنة بين تونس وانغول


يلتقي المنتخبان التونسي حامل اللقب عام 2004 والانغولي الخميس في تامالي في قمة ساخنة في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الرابعة ضمن الدور الاول من نهائيات النسخة السادسة والعشرين لكأس امم افريقيا في كرة القدم المقامة في غانا حتى 10 شباط/فبراير المقبل.

ويدخل المنتخبان المباراة بهدف واحد وهو حجز البطاقتين الاخيرتين الى الدور ربع النهائي وهما الاقرب اليهما بعدما خطا كل منهما خطوة كبيرة في المباراتين الاوليين بجمعهما 4 نقاط وضعتهما في صدارة المجموعة وجعلتهما على بعد نقطة واحدة من تخطي الدور الاول بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين السنغال وجنوب افريقيا.

واذا كان المنتخب التونسي قدم عرضا بوجهين مختلفين في المباراة الاولى امام السنغال بعدما سيطر على مجريات الشوط الاول وغاب في الثاني قبل ان ينتزع تعادلا ثمينا 2-2 في الدقائق الاخيرة، فانه كشر عن انيابه في المباراة الثانية وسحق جنوب افريقيا 3-1.

ويدرك المنتخب التونسي ان مهمته امام انغولا لن تكون سهلة ويتعين عليه اخذ الحيطة والحذر لمواجهتها بعد مباراتيها الرائعتين امام جنوب افريقيا والسنغال.

واوضح المدير الفني للمنتخب التونسي الفرنسي روجيه لومير "انغولا منتخب جيد ويلعب كرة قدم حديثة وبالتالي سنقدم مباراة جيدة امامه لاننا نلعب بدورنا كرة قدم من الطراز الرفيع".

وقال "حتى الان قطعنا خطوة كبيرة نحو ربع النهائي لكننا لم نتأهل بعد ويتعين علينا عدم الافراط في الثقة. يجب خوض المباراة المقبلة بجدية كبيرة لانتزاع بطاقتنا الى الدور المقبل".

لكن لومير سيجد نفسه مضطرا الى اجراء تغييرات الى التشكيلة بسبب التخوف من حصول الرباعي مجدي تراوي وصابر بن فرج وفرانسيليدو دوس سانتوس وكمال زعيم على الانذار الثاني وبالتالي الغياب عن الدور ربع النهائي في حال حجز "نسور قرطاج" بطاقتهم اليه.

ويملك لومير البدائل اللازمة في مختلف الخطوط، وهو سيستفيد من عودة مهاجم النجم الساحلي الصاعد امين الشرميطي الذي امضى عقوبة الايقاف لمباراتين بعد طرده في المباراة الاخيرة في التصفيات امام السودان 2-3 في الخرطوم.

ويبدو أن لومير يريد اشراك الشرميطي للدخول في اجواء المنافسة لحاجته الماسة الى خدماته في الدور ربع النهائي.

واشرك لومير 17 لاعبا من اصل الـ23 المشاركين في النهائيات في المباراتين الاوليين ووحدهم الشرميطي الموقوف وسيف غزال ومهدي مرياح ووسام العابدي والحارسان عادل النفزي وايمن المثلوثي لم يشاركوا في المباراتين السابقتين.

وتعقد تونس امالا كبيرة على هدافها دوس سانتوس الذي فك صيامه عن التهديف بتسجيله ثنائية في مرمى جنوب افريقيا رافعا رصيده الى 10 اهداف في العرس القاري بفارق 4 اهداف عن حاملي الرقم القياسي الكاميروني صامويل ايتو والعاجي لوران بوكو.

من جهته، أكد مدرب تونس المحلي نبيل معلول "انا متخوف من مواجهة انغولا، نحن الان في وضع صعب الى حد ما، فالتعادل يكفينا للتأهل وضمان الصدارة، لكننا نخشى استسهال المهمة من قبل اللاعبين".

في المقابل، ضرب المنتخب الانغولي بقوة منذ البداية وكان في طريقه الى تحقيق الفوز على جنوب افريقيا عندما تقدم عليها بهدف نجم مانشستر يونايتد الانكليزي الجديد مانوتشو حتى الدقيقة 87 حيث استقبلت شباكه هدف التعادل، ثم ابهر المتتبعين عندما حول تخلفه صفر-1 في الشوط الاول امام السنغال الى فوز مستحق 3-1 بفضل ثنائية مانوتشو وهدف لنجم الاهلي فلافيو امادو.

وأدت الخسارة الى استقالة مدرب السنغال البولندي الاصل الفرنسي الجنسية هنري كاسبرجاك.

ويسعى المنتخب الانغولي الى تحقيق انجاز تاريخي ببلوغه الدور ربع النهائي للمرة الاولى في 4 مشاركات له حتى الان ،حيث فشل في المرات الثلاث السابقة في تخطي الدور الاول، كما يطمح الى تأكيد أحقيته ببلوغه نهائيات كأس العالم قبل عامين في المانيا، وكذلك رفع معنويات لاعبيه خصوصا وانه سيستضيف النسخة المقبلة عام 2010.

وأكد مدرب انغولا المحلي اوليفيرا كونسالفيش ان عوامل كثيرة ساهمت في النتائج الرائعة التي يحققها المنتخب الانغولي في غانا ابرزها الاستعداد الجيد للنهائيات.

وقال "ابرز العوامل التي قادتنا الى هذه النتائج هي الاستعداد الجيد للبطولة بالاضافة الى الدعم الكبير للمسؤولين في الحكومة الانغولية والذين كافأوا اللاعبين بشقة لكل واحد منهم مع مكافآت مالية عندما تأهلوا الى المونديال".

وتابع كونسالفيش الذي يشرف على تدريب انغولا منذ عام 2003 "لا يجب ان ننسى الاستقرار الفني والتشكيلة التي تضم اغلبها لاعبين محترفين في اوروبا".

يذكر ان محترفي انغولا في اوروبا يلعبون في اندية مغمورة باستثناء مانوتشو الذي ينتظر رخصة العمل للانتقال من بترو اتلتيكو الى مانشستر يونايتد الانكليزي.

وفرض مانوتشو حتى الان نفسه نجما في صفوف منتخب بلاده وكذلك البطولة بتسجيله ثلاثية ما يؤكد ان مدرب مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغوسون كان على صواب عندما ضم هذا المهاجم الصاعد الى صفوف "الشياطين الحمر".

ولا يختلف هداف الاهلي المصري فلافيو امادو عن مانوتشو وهو لعب دورا كبيرا في مباراتين جنوب افريقيا والسنغال الى جانب زميله في الفريق المصري جيلبرتو وزي كالانغا وموريتو.

وفي المباراة الثانية، يلتقي المنتخبان الجريحان السنغال وجنوب افريقيا في مباراة الامل الاخير حيث يمني كل واحد منهما النفس بخسارة احد طرفي المباراة الثانية لحجز بطاقة الدور ربع النهائي.

وتأمل السنغال في تحقيق الفوز بهدفين او ثلاثة اهداف وخسارة تونس بهدف او هدفين لانتزاع بطاقة الدور المقبل، فيما تطمح جنوب افريقيا الى الهدف ذاته لكن بشرط خسارة انغولا.

وتخوض السنغال المباراة بقيادة لامين ندياي مساعد المدرب كاسبرجاك المستقيل من منصبه، وهي ستحاول تفادي الخروج من الدور الاول للمرة الاولى منذ عام 1986 في مصر.

وتشارك السنغال في النهائيات للمرة الثانية عشرة في تاريخها وهي خرجت مرتين فقط من الدور الاول عامي 1986 و1986، حيث حلت رابعة اعوام 1965 و1990 و2006 وثانية عام 2002 وخرجت من ربع النهائي اعوام 1992 و1994 و2000 و2004.

وقال كاسبرجاك (61 عاما) "اتحمل كامل المسؤولية عن مستوى هذه النتائج. لقد خاب امل المشجعين السنغاليين. لقد قدمت استقالتي من اجل إحداث شيء ما في المنتخب السنغالي مع ان ذلك قد يؤثر على اللاعبين في المباريات المقبلة".

واضاف "الوضع حرج جدا لكن فرصة التأهل لا تزال قائمة. كان هدفي بلوغ المباراة النهائية، ويمكن اعتبار ما حصل فشلا. لا استطيع هضم هذه الخسارة لاني اصبو دائما الى الفوز. بعد خيبة الامس، فكرت مليا وقلت لنفسي قد اكون انا السبب. قد تكون ادارتي للمجموعة هي السبب، ولهذا قلت لنفسي يجب علي ان اطلق الحرية للاعبين".

وتواجه السنغال خطر الخروج من الدور الاول للمرة الاولى في النسخ الخمس الاخيرة.

اما مدرب جنوب افريقيا البرازيلي كارلوس البرتو باريرا فقال "حسابيا لا نزال نملك املا في التأهل على الرغم من ان التعادل بين تونس وانغولا يؤهلهما معا الى الدور المقبل"، مضيفا "ما يجب علينا فعله هو نسيان المباراتين الاوليين والعمل بجدية ومحاولة الفوز في المباراة المقبلة".

وتابع "لا يجب ان ننسى بان لاعبي المنتخب شباب ولا يملكون الخبرة الكافية لكن ستكون لهم الكلمة في المستقبل".

يذكر ان جنوب افريقيا حاملة اللقب عام 1996 على ارضها، فشلت في بلوغ الدور ربع النهائي في النسختين الاخيرتين وتحديدا منذ عام 2002.

No comments: