Tuesday, January 22, 2008

الحجي ضيوف مشاغب الكرة السنغالية


يحظى مهاجم بولتون الإنكليزي ومنتخب السنغال لكرة القدم الحجي ضيوف بحب وعشق كبيرين من أنصار "أسود تيرانغا" على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي واجهها طيلة مسيرته الاحترافية بسبب سهراته الليلية ومشاكله القضائية والعائلية وتراجع مستواه.
قبل 13 يوماً من انطلاق النسخة السادسة والعشرين من نهائيات كأس أمم أفريقيا، كان اسم ضيوف يتصدر العناوين البارزة لجميع الصحف السنغالية بسبب سهراته الكثيرة في الملاهي الليلية في دكار أكثر من مراوغاته الرائعة والتي خولته نيل الكرة الذهبية في القارة السمراء مرتين عامي 2001 و2002.
وأوضح الرئيس السابق للرابطة الوطنية للصحافة الرياضية في السنغال مامادو ضيوف أن "الحجي ضيوف هو أفضل لاعب في تاريخ الكرة السنغالية، والشعب السنغالي لن ينسى انجازاته عام 2002".
وصنع ضيوف أمجاد المنتخب السنغالي عام 2002 عندما قاده للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان معاً حيث فرض نفسه داخل منتخب بلاده وكان هدافه في التصفيات.
ورفض ضيوف وقتها المقولة السائدة التي جعلت منه البطل وصانع التأهل، وقال "التأهل لم يكن من صنعي، فجميع اللاعبين ساهموا في تحقيقه ولم أكن سوى واحد منهم".
ولم يتوقف إنجاز ضيوف في قيادة السنغال إلى المونديال بل إلى فوز تاريخي على فرنسا حاملة اللقب وقتذاك 1-صفر في المباراة الافتتاحية ومن ثم إلى الدور ربع النهائي حيث خرجت على يد تركيا.
وينتمي ضيوف إلى عائلة فقيرة، فجدته هي التي تكفلت بتربيته وكانت تبيع الأسماك وبعض المنتوجات الغذائية لتأمين لقمة العيش, وحول ذلك يقول "إني مدين لجدتي التي بذلت كل الجهود من أجل تربيتي".
ويؤخذ على ضيوف سلوكه خارج الملعب لكنه لا يكترث بذلك "إنها حياتي الخاصة وأنا حر فيها, من الطبيعي أن يكون لك أعداء وهذا أمر ضروري".
وأكد رئيس رابطة الصحافيين أن "ضيوف يعشق السهرات الليلية, لقد نجح في إقناع السنغاليين أنه بسهراته هذه ينجح في تقديم مباريات رائعة"، مشيراً إلى أن ضيوف "عكر صفو موهبته بنقص الجدية, كان بإمكانه أن يحقق مسيرة كروية رائعة لكن الموهبة وحدها لا تكفي".
وبالإضافة إلى تذبذب مستوى ضيوف بسبب السهر، فإنه غالباً ما تسبب في أحداث لا رياضية خارج الملاعب, وإذا كان ضيوف يتهم بخداع الحكام بالسقوط داخل منطقة الجزاء من أجل الحصول على ركلات الجزاء فضلاً عن تصرفاته الاستفزازية لمنافسيه، فإنه شهد متابعات قضائية في إنكلترا لبصقه في وجه أحد مشجعي سلتيك غلاسكو الاسكتلندي، وأخرى في السنغال وإنكلترا لاعتدائه على زوجته قبل أن تسحب الأخيرة شكواها، ثم على الزوجة السابقة لصديقه وزميله السابق في المنتخب خليلو فاديغا.ورغم هذه المشاكل الكثيرة التي تسبب فيها ضيوف طيلة مسيرته الاحترافية فإن صوراً كبيرة له غمرت في الأسابيع الأخيرة شوارع العاصمة دكار بعدما أعلن قرار عدوله عن الاعتزال الذي اتخذه قبل شهرين.
ولم يخف ضيوف رغبته في نيل اللقب القاري وقال "شهدت السنغال جيلاً ذهبياً في الثمانينيات بقيادة جول بوكاندي لكنه فشل في التأهل إلى كأس العالم مرتين وإحراز لقب كأس الأمم الأفريقية"، مضيفاً "نحن الجيل الحالي علينا أن نترك بصمتنا على الكرة السنغالية، بدأنا بالتأهل للمرة الأولى في التاريخ إلى كأس العالم وبلوغ الدور ربع النهائي فيها للمرة الأولى أيضاً، ونأمل الآن أن نحرز لقب كأس الأمم الأفريقية".
وأضاف "سنحاول المنافسة على اللقب كيفما كانت الطريقة، لأن مباريات الكأس لا تعترف بالعروض الجيدة والمستوى الرائع بل بالنتائج".
وبدأ ضيوف مشواره الكروي في سن مبكرة، اتصل به مسؤولو لنس الفرنسي وعمره 14 عاماً وأجرى معهم اختباراً لمدة أسبوع لم يوفق فيه، ويقول في هذا الصدد "أصبت بخيبة أمل كبيرة بعدما رفض لنس ضمي، فتوجهت على وجه السرعة إلى نادي سوشو ووفقت في الاختبارات فالتحقت بمدرسة الفريق ولعبت في فئاته العمرية حتى سن السابعة عشرة حيث وقعت أول عقد احترافي في مسيرتي الكروية مع رين مقابل 35 مليون فرنك فرنسي".
ولا يريد ضيوف تذكر مشواره مع رين الذي لم يستمر أكثر من موسم واحد بسبب حادث سير عند خروجه من أحد الملاهي الليلية ولم يكن يملك رخصة سير فوضعه النادي على قائمة الانتقالات.
وقال "لم يكتف رين بإعارتي بل حاول تشويه سمعتي من خلال إشهاره أني طفل مشاغب وبإمكاني جلب المشاكل إلى الأندية التي سألعب في صفوفها".
ولعب ضيوف موسماً واحداً على سبيل الإعارة مع لنس وفرض نفسه أساسياً في التشكيلة وأنهاه هدافاً للفريق برصيد 8 أهداف، علماً بأنه تعرض لعقوبة الإيقاف فترة طويلة في دور الإياب، وحاول رين بعدها إعادته إلى الفريق لكن ضيوف رفض رفضاً قاطعاً العودة ولعب للموسم الثاني على التوالي مع لنس، قبل الانضمام إلى ليفربول الإنكليزي بعد المونديال بيد أنه فشل في فرض نفسه في أنفيلد لينتقل إلى بولتون حيث يلعب حتى الآن.

No comments: