Friday, January 18, 2008

نسور قرطاج ورد اعتبار خيبة أمل مونديال 2006



نيقوسيا - من مصطفى المنجاوي
تعتبر النسخة السادسة والعشرون من نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم في غانا من 20 كانون الثاني/يناير الحالي الى 10 شباط/فبراير المقبل بمثابة تحدي بالنسبة الى مدرب تونس الفرنسي روجيه لومير لرد الاعتبار الى الكرة التونسية وقيادتها الى احراز اللقب لتعويض خيبة امل مونديال 2006 ونهائيات مصر في العام ذاته.
ويدرك لومير جيدا ان فشله في تحقيق نتائج في مستوى تطلعات المسؤولين والجماهير التونسية قد يكلفه منصبه وهو الذي شنت عليه انتقادات لاذعة سواء من وسائل الاعلام المحلية او الجماهير التونسية بسبب تراجع مستوى المنتخب التونسي وتأهله بصعوبة الى النهائيات بحلوله ثانيا في تصفيات المجموعة الرابعة خلف السودان، وانتظر نتائج المنتخبات الاخرى صاحبة المركز الثاني في مجموعاتنا لحجز بطاقته باعتباره احد افضل 3 منتخبات حلت وصيفة في التصفيات.
ومنذ تعاقده مع الاتحاد التونسي عقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا، لن يسلم لومير من الاصطدامات بوسائل اعلام المحلية وكانت نهائيات امم افريقيا عام 2004 في تونس والتي نال "نسور قرطاج" وهو لقب المنتخب التونسي، لقبها السبب في اعادة الامور الى نصابها بين الطرفين لكنها سرعان ما عادت الى نقطة الصفر بعد الخروج من الدور الاول لمونديال المانيا.
يذكر ان لومير هو ثالث مدرب فرنسي ينال اللقب القاري بعد مواطنيه كلود لوروا مع الكاميرون عام 1988 وبيار لوشانتر مع الكاميرون ايضا عام 2000. كما ان لومير هو اول مدرب ينال لقبين قاريين (بطولة امم اوروبا مع منتخب بلاده عام 2000 في بلجيكا وهولندا وبطولة امم افريقيا عام 2004 مع تونس).
وقال لومير عشية سفر المنتخب التونسي الى غانا "مرت علينا فترات عصيبة في الاونة الاخيرة بسبب الضغوطات التي تمت ممارستها علينا، لكني واللاعبين ندرك جسامة المسؤولية وسنرفع التحدي لنثبت للجميع باننا نملك منتخبا قويا قادرا على حصد الالقاب".
واضاف "ستكون تونس بين المرشحين لاحراز اللقب القاري. غانا ومصر وساحل العاج والسنغال وتونس مرشحة بقوة للظفر بلقب كأس امم افريقيا".
وتابع "منتخبنا ابدى انسجاما كبيرا بين لاعبيه الذين يرغبون في رفع التحدي بفضل عزيمتهم زارادتهم القوية".
واوضح انه "الهدف الاول في غانا هو تخطي الدور الاول" معترفا بان التشكيلة "تغيرت كثيرا عن سابقتها في الاعوام الاخيرة".
وشار الى ان نهائيات غانا "تعتبر اختبارا جديا بالنسبة الينا وخصوصا تخطي الدور الاول. لن تكون المهمة سهلة امام منتخبات ذات مستوى عال
واعتبر مهاجم تولوز الفرنسي سيلفا دوس سانتوس ان مجموعة بلاده متجانسة، مضيفا "برأيي السنغال هي الافضل حظا، لكن جنوب افريقيا التي تستعد لاستضافة المونديال، ستسعى لابراز نفسها، في حين ان انغولا اظهرت تطورا كبيرا خصوصا خلال مونديال المانيا"، حيث تأهلت الى الدور ثمن النهائي.
وتابع "اما النسبة لتونس فاعتقد انها ستتأهل الى الدور ربع النهائي رغم اننا عانينا خلال التصفيات ولم نكن مقتنعين لاننا انهينا التصفيات خلف السودان (المجموعة الرابعة). لم يرتق مستوانا الى المطلوب لكن الافضلية التي نتمتع بها هي اننا نعرف حصومنا".
وكان المنتخب التونسي يسعى الى دخول التاريخ في بطولة امم افريقيا في مصر من خلال احراز اللقب ليصبح رابع منتخب يحتفظ باللقب بعد مصر (1957 و1959) وغانا (1963 و1965) والكاميرون (2000 و2002)، وثاني منتخب يحقق هذا الانجاز منذ رفع عدد المنتخبات المشاركة الى 16 منتخبا قبل 10 اعوام وذلك بعد الكاميرون، لكن احلامه تبخرت في الدور ربع النهائي على يد نيجيريا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1.
وغير المنتخب التونسي جلده كثيرا مقارنة مع تشكيلته التي ابلت البلاء الحسن في السنوات الاخيرة، ويبقى ابرز الغائبين المهاجم المشاكس زياد الجزيري الذي يلعب حاليا مع الكويت الكويتي، الى جانب حاتم الطرابلسي الذي اعتزل اللعب دوليا وخالد بدرة وعادل الشاذلي بالاضافة الى علي الزيتوني المصاب.
ويعول لومير كثيرا على لاعبي النجم الساحلي الذي حققوا انجازا تاريخيا بتتويجهم ابطالا لمسابقة دوري ابطال افريقيا على حساب الاهلي المصري حامل اللقب في العامين الاخيرين في مقدمتهم المهاجم الصاعد امين الشرميطي ورباعي خط الدفاع صابر بن فرج وسيف غزال ومهدي مرياح ورضوان الفالحي
ويبقى مدافع برمنغهام الانكليزي راضي الجعايدي الوحيد بين الحرس القديم للمنتخب التونسي سيكون حاضرا في غانا الى جانب جوهر المناري (نورمبرغ الالماني) وكريم حقي (باير ليفركوزن الالماني).
وتعقد تونس امالا كبيرة على دوس سانتوس الذي ساهم بشكل فعال باحرازها اللقب الاول في تاريخها عندما استضافت النسخة الاخيرة عام 2004 وذلك عندما توج هدافا للبطولة القارية برصيد اربعة اهداف.
ويكمن سر تألق الكرة التونسية في بروز انديتها على الصعيد القاري وخصوصا الثلاثي الترجي والنجم الساحلي والنادي الافريقي والى جانبهم في الاعوام الاخيرة الصفاقسي بطل الدوري العام الماضي وبطل مسابقة دوري ابطال العرب عام 2004.
وخلافا لمنتخبات شمال افريقيا الاخرى المغرب والجزائر ومصر التي يشكل المحترفون العمود الفقري لتشكيلتها، فان وجود المحترفين في صفوف تونس كان محسوبا على رؤوس الاصابع عادل السليمي (فرايبورغ الالماني) وزبير بية (بسيكتاش التركي) ومنير بوقديدة (منهايم الالماني)، بيد ان الامور اختلفت كليا في السنوات الاخيرة وبات العمود الفقري للمنتخب من المحترفين ابرزهم الجعايدي والطرابلسي وسليم بن عاشور (فيتوريا غيمارايش البرتغالي) ورياض البوعزيزي (قيصري سبور التركي) وقيس الغضبان (سمسون التركي) وجوهر المناري وعادل الشاذلي (نورمبرغ الالماني) وعصام جمعة (لنس الفرنسي) وسفيان المليتي (فورسكلا الاوكراني) وحامد نموشي (رينجرز الاسكتلندي) وشوقي بن سعادة (باستيا الفرنسي).
وتشارك تونس في النهائيات للمرة الثالثة عشرة، وقد بلغت ربع النهائي في عام 1998 قبل ان تخرج على يد بوركينا فاسو بركلات الترجيح 7-8 بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل 1-1، ثم بلغت نصف النهائي في نيجيريا وغانا عام 2000 قبل ان تخرج بخسارتها امام الكاميرون صفر-3.
وخاضت تونس حتى الان 46 مباراة في النهائيات، فازت في 15، تعادلت في 16، وخسرت في 16، سجلت 59 هدفا ودخل مرماها 57 هدفا.

No comments: